عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتدي الحب الحقيقي سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
منتديات الحب الحقيقي
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتدي الحب الحقيقي سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
منتديات الحب الحقيقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
انه صهر عبداﷲ بن حرام، اذ كان زوجا ﻷخته هند بن عمرو .. وكان ابن الجموح واحدا من زعماء المدينة، وسيدا من سادات بني سلمة .. سبقه الى اﻹلاسلاﻼم ابنه معاذ بن عمرو الذي كان أحد اﻷنصار السبعين، أصحاب البيعة الثانية .. وكان معاذ بن عمرو وصديقه معاذ بن جبل يدعوان لﻼسﻼم بين أهل المدينة في حماسة الشباب المؤمن الجريء .. وكان من عادة الناس هناك أن بتخذ اﻷشراف من بيوتهم أصناما رمزية غير تلك اﻷصنام الكبيرة المنصـوبة فـي محافلهـا، والتي تؤمها جموع الناس .. وعمرو بن الجموح مع صديقه معاذ بن جبل على أن يجعﻼ من صنم عمرو بن جموح سخرية ولعبا .. فكانا يدلجان عليه ليﻼ، ثم يحمﻼنه ويطرحانه في حفرة يطرح الناس فيه فضﻼتهم .. ويصيح عمرو فﻼ يجد منافا في مكانه، ويبحث عنه حتى يجده طريح تلك الحفرة .. فيثور ويقول : ويلكم من عدا على آلهتنا الليلة !.. ؟ ثم يغسله ويطهره ويطيبه .. فاذا جاء ليل جديد، صنع المعاذان معاذ بن عمرو ومعاذ بن جبل بالصنم مثل ما يفعﻼن به كل ليلة . حتى اذا سئم عمرو جاء بسيفه ووضعه في عنق مناف وقال له : ان كان فيك خير فدافع عن نفسك !!.. فلما اصبح فلم يجده مكانه .. بل وجده في الحفرة ذاتها طريحا، بيد أن هذه المرة لم يكن في حفرته وحيدا، بل كان مشدودا مع كلب ميت في حبل وثيق . واذا هو في غضبه، وأسفه ودهشه، اقترب منه بعض أشراف المدينة الذين كانوا قد سبقوا الى اﻹسﻼم .. وراحـوا، وهـم يشيرون بأصابعهم الى الصنم المنكﹼس المقرون بكلب ميت، يخاطبون في عمرو بن الجموح عقله وقلبه ورشده، محدثينه عن اﻻله الحق، العلي اﻷعلى، الذي ليس كمثله شيء . وعن محمد الصادق اﻷمين، الذي جاء الحياة ليعطي ﻻ ليأخذ .. ليهدي، ﻻ ليضل .. وعن اﻹسﻼم ، الذي جاء يحرر البشر من اﻷعﻼل، جميع اﻷغلل، وجاء يحيى فيهم روح اﷲ وينشر في قلوبهم نوره . وفي لحظات وجد عمرو نفسه ومصيره .. وفي لحظات ذهب فطهر ثوبه، وبدنه .. ثم تطيب وتأنق، وتألق، وذهب عالي الجبهة مشرق النفس، ليبايع خـاتم المرسـلين، وليأخذ مكانه مع المؤمنين .
**
قد يسأل سائل نفسه، كيف كان رجال من أمثال عمرو بن الجموح .. وهم زعماء قومهم وأشراف .. كيـف كـانوا يؤمنـون بأصنام هازلة كل هذا اﻻيمان .. ؟ وكيف لم تعصمهم عقولهم عن مثل هذا الهراء .. وكيف نعدهم اليوم، حتى مع اسﻼمهم وتضحياتهم، من عظماء الرجال .. ؟ ومثل هذا السؤال يبدو ايراده سهﻼ في أيامنا هذه حيث ﻻ نجد طفﻼ يسيغ عقله أن ينصب في بيته خشبة ثم يعبدها .. لكن في أيام خلت، كانت عواطف البشر تتسع لمثل هذا الصنيع دون أن يكون لذكائهم ونبوغهم حيلة تجاه تلك التقاليد !!.. وحسبنا لهذا مثﻼ أثينا .. أثينا في عصر باركليز وفيتاغورس وسقراط .. أثينا التي كانت قد بلغت رقيا فكريا يبهر اﻷباب، كان أهلها جميعا : فﻼسفة، وحكاما، وجماهير يؤمنون بأصنام منحوتة تناهــي في البﻼهة والسخرية !! ذلك أن الوجدان الديني في تلك العصور البعيدة، لم يكن يسير في خط مواز للتفوق العقلي ...
**
أسلم عمرو بن الجموح قلبه، وحياته ﷲ رب العالمين، وعلى الرغم من أنه كان مفطورا على الجود والسخاء، فان اﻹسـﻼم زاد جوده مضاء، فوضع كل ماله في خدمة دينه واخوانه .. سأل الرسول عليه الصﻼة والسﻼم جماعة من بني سلمة قبيلة عمرو بن الجموح فقال : من سيدكم يا بني سلمة .. ؟ قالوا : الجد بن قيس، على بخل فيه .. فقال عليه الصﻼة والسﻼم : وأي داء أدوى من البخل !! بل سيدكم الجعد اﻷبيض، عمرو بن الجموح .. فكانت هذه الشهادة من رسول اﷲ صلى اﷲ عليه وسلم تكريما ﻻبن الجموح، أي تكريم !.. وفي هذا قال شاعر اﻷنصار : فسود عمرو بن الجموح لجوده وحق لعمرو بالنﹼدى أن يسودا إذا جـاءه السؤال أذهب مالـه وقـال : خذوه، انه عائـد غدا وبمثل ما كان عمرو بن الجموح يجود بماله في سبيل اﷲ، أراد أن يجود بروحه وبحياته .. ولكن كيف السبيل؟؟ ان في ساقه عرجا يجعله غير صالح لﻼشتراك في قتال . وانه له أربعة أوﻻد، كلهم مسلمون، وكلهم رجال كاﻷسود، كانوا يخرجون مع الرسول صلى اﷲ عليــه وسـلم فــي الغـزو، ويثابرون على فريضة الجهاد .. ولقد حاول عمرو أن يخرج في غزوة بدر فتوسل أبناؤه الى النبي صلى اﷲ عليه وسلم كي يقنعه بعدم الخروج، أ، يأمره بـه اذا هو لم يقتنع .. وفعﻼ، أخبره النبي صلى اﷲ عليه وسلم أن اﻹسﻼم يعفيه من الجهاد كفريضة، وذلك لعجزه الماثل في عرجه الشديد .. بيد أنه راح يلح ويرجو .. فأمره الرسول بالبقاء في المدينة .
**
وجاءت غزوة أحد فذهب عمرو الى النبي صلى اﷲ عليه وسلم يتوسل اليه أن يأذن له وقال له : " يا رسول اﷲ ان بني يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك الى الجهاد .. وواﷲ اني ﻷرجو أن، أخطر، بعرجتي هذه في الجنة .." وأمام اصراره العظيم أذن له النبي عليه السﻼم بالخروج، فأخذ سﻼحه، وانطلق يخطر في حبور وغبطة، ودعا ربه بصـوت ضارع : " اللهم ارزقني الشهادة وﻻ تردني الى أهلي ." والتقى الجمعان يوم أحد .. وانطلق عمرو بن الجموح وأبناؤه اﻷربعة يضربون بسيوفهم جيوش الشرك والظﻼم .. كان عمرو بن الجموح يخطر وسط المعمعة الصاحبة، ومع كل خطرة يقطف سيفه رأسا من رؤوس الوثنية .. كان يضرب الضربة بيمينه، ثم يلتفت حواليه في اﻷفق اﻷعلى، كأنه يتعجل قدوم المﻼك الذي سيقبض روحه، ثم يصحبها الى الجنة .. أجل .. فلقد سأل ربه الشهادة، وهو واثق أن اﷲ سبحانه وتعالى قد استجاب له .. وهو مغرم بأن يخطر بساقه العرجاء في الجنة ليعلم أهلها أن محمدا رسول اله صلى اﷲ عليه وسلم، يعـرف كيــف يختـار اﻷصحاب، وكيف يربي الرجال !!..
**
وجاء ما كان ينتظر . ضربةسيف أومضت، معلنة ساعة الزفاف .. زفاف شهيد مجيد الى جنات الخلد، وفردوس الرحمن !!..
**
واذ كان المسلمون يدفنون شهداءهم قال الرسول عليه الصﻼة والسﻼم أمره الذي سمعناه من قبل : " انظروا، فاجعلوا عبداﷲ بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد، فانهما كانا في الدنيا متحابين متصافيين !!.."
**
ودفن الحبيبان الشهيدان الصديقان في قبر واحد، تحت ثرى اﻷرض التي تلقـت جثمانيهما الطــاهرين، بعـد أن شــهدت بطولتهما الخارقة . وبعد مضي ست وأربعين سنة على دفنهما، نزل سيل شديد غطﹼى أرض القبور، بسبب عين من الماء أجراها هناك معاوية، فسارع المسلمون الى نقل رفات الشهداء، فاذا هم كما وصفهم الذين اشتركوا في نقل رفاتهم : " لينة أجسادهم .. تتثنى أطرافهم !.."
وكان جابر بن عبداﷲ ﻻ يزال حيا، فذهب مع أهله لينقل رفات أبيه عبداﷲ بن عمرو بن حرام، ورفات زوج عمته عمرو بن الجموح .. فوجدهما في قبرهما، كأنهما نائمان .. لم تأكل اﻷرض منهما شيئا، ولم تفارق شفاههما بسمة الرضا والغبطة التي كانت يـوم دعيا للقاء اﷲ .. أتعجبون .. ؟ كﻼ، ﻻ تعجبوا .. فان اﻷرواح الكبيرة، التقية، النقية، التي سيطرت على مصيرها .. تترك في اﻷجساد التي كانت موئﻼ لها، قدرا مــن المناعـة يدرأ عنها عوامل التحلل، وسطوة التراب ..
عدل سابقا من قبل بيدو في الخميس يونيو 25, 2009 11:19 pm عدل 1 مرات
بيدو
مشرف المنتديات الأدبية
رقم العضوية : 16عدد المساهمات : 75تاريخ التسجيل : 10/06/2009المزاج : الحمد لله على كل حال
موضوع: رد: عمرو بن الجموح..اريد ان أخطر بعرجتى فى الجنة..منقول كتاب رجال حول الرسول الخميس يونيو 25, 2009 11:17 pm
السلام عليكم دى نظرة المجبة ال وعدتكم بها.. وربنا يتقبل منا جميعا صالح الاعمال
themooooon
المشرف العام
رقم العضوية : 12الاقامة : مصر عدد المساهمات : 408تاريخ التسجيل : 09/06/2009المزاج : الحمد لله
موضوع: رد: عمرو بن الجموح..اريد ان أخطر بعرجتى فى الجنة..منقول كتاب رجال حول الرسول الجمعة يونيو 26, 2009 8:01 am
أين نحن من هؤلاء ( صدقوا الله فصدقهم ) ، اللهم ارزقنا شهادة في سبيلك ، وارزقنا الفردوس الأعلى وما يقرب إليه من قول أو عمل ، سلسلة قمة في الروعة ، وهي أغلى من أي كنز ، أرجو من سيادتكم استكمالها ، وجعلها الله في ميزان حسناتك .